الجمعة، 22 يناير 2016

الإعلانات - هي العدو فاحذرها



ال Minimalism  تعنى ان نقلل استهلاكنا لحده الأدني، وعلشان نوصل لكدا، محتاجين نفكر احنا ليه بنتسهلك كثير، وممكن نشتري حاجات مش عايزنها بشكل ضروري، او نضطر نستلف من الفيزا علشان نجيبها.

هناك عدة عوامل تدفعنا نحو مزيدا من الإستهلاك، منها الضغط المجتمعي، علشان لو معملتش كدا سنظهر  فى مستوي اجتماعي اقل من الأخرين او ان دا "سلو بلدنا"، فى سبب نفسى ان الشراء هيحقق لى متعه وسعادة.


هناك سبب اخر بيدفعنا نحو مزيدا من الشراء، هو اننا مش عارفين نعمل حاجه فى وقتنا غير كدا، يعنى لو بطلت اروح المول والهايبر واكل بره، امال هاعمل في يومى ووقت فراغي ؟!
وفى سبب كمان مهم ورئيسي وهو الإعلانات.


فكر كدا انت بتتعرض لكام اعلان فى اليوم الواحد


أول لما تصحي وتمسك الموبايل تعمل جولة على السوشال ميديا، هتشوف اعلانات ظاهره ليك على الفيس بوك والتويتر والإنستجرام،


ركبت العربية او المواصلات والراديو شغال، هتلاقى اعلانات بين الفقرة والثانيه وممكن اسم برنامج الراديو نفسه يكون اسم منتج بيتم الترويج له،


وانت ماشى بعربيتك هتلاقى يفط فى كل حته بتدعوك لشراء المنتج دا،


وصلت شغلك وفتحت ايميلك ، ممكن تلاقى اعلانات جايالك على الإيميل،


بدأت تتابع الأخبار وتتصفح كام موقع هتلاقى اعلانات بتنط لك من كل حته فى الموقع،


ممكن وانت قاعد تلاقى جايلك كام رسالة محمول بتدعوك للإشتراك فى خدمة معينة او شراء سلعة،


خلصت وروحت بيتك وفتحت التلفزيون تتفرج على فيلم او برنامج او حتى روحت السينما، هتلاقى اعلانات كثير فى النص هتكرهك فى الفرجة وسنينها،


فقررت تسيب التلفزيون وتفتح الجرنال،  برضوا الإعلانات مش هتسيبك وهتلاقى صفحات كاملة عن احلى كومباند واجمل عربية واحسن شاليه فى الساحل،


اتخنقت وهتتفرج علي ماتش الفاينال فى الأمم الأوروبية، هتلاقى الإعلانات ورا الاعبيه وعلى التيشرت وعلى كل فتفوته فى الشاشة والملعب،


لو قررت تتطفش خالص وتسيب البلد وتركب أول طائرة، هتلاقى برشور اعلانى فى الكرسي اللى قدامك وهتلاقى المضيفين بيعدوا جنبك بشوية منتجات والطيار بيكلمك فى المايك بيقولك احنا بنبيع برفانات وحاجات جميلة.


كل اللى فات دي الإعلانات الصريحة الواضحة، فى اعلانات ثانيه مستخبية بتتسلل ليك،
الشركات خلتنا اعلانات متحركة ليها، يعنى وانت لابس حذاء من ماركة معينة واللوجو منور عليه أو لابسه شنطة من المحل الجامد والعلامة المعدنية للبراند واخده اغلب مساحة الشنطة، أو انت طول اليوم بتلف بالعربية اللى عليها لوجو واسم الموديل فالأخرين يشوفوها.



نيجي للأرقام، وعلشان منطقتنا العربية جانب الإحصائيات بعافية شوية فهننقل أرقام بلاد بره
جريدة الجارديان عملت تجربة وخلت واحد ينزل يتمشى ويلف فى لندن لمده ساعة ونصف، فى هذه الفترة شاف حوالى 250 اعلان.

اكثر رقم دارج ان الإنسان الأمريكى فى المتوسط بيتعرض ل 5000 اعلان فى اليوم، بعض الناس شايفينه رقم مبالغ فيه وان المتوسط من 300 الى 700 اعلان
فى النهاية احنا بنتعرض لطيف رهيب من الإعلانات بشكل يومي.


صناعة الإعلانات بتتوحش وسيطرت على الإعلام بشكل كامل وبقى علم وقسم هام ورئيسى فى اغلب الشركات، قوافل من الناس هدفها ازاي تقنعك انك محتاج تشتري هذا المنتج او هذه الخدمة وان حياتك لن تستقيم بدون ما تاخد قرار الشراء.



احنا بقى رد فعلنا ايه تجاه هذه الإعلانات؟


اما نستجيب لها  ونشتري المنتج او الخدمة اللى سعادتنا لن تكتمل الا باقتناءه، وممكن نعمل دا من فلوسنا، او نستلف من البنك او من حد علشان نجيب المنتج دا، علشان اكيد حياتنا هتبقى جحيم من غيره، ونبقى نشوف هنتصرف ازاي فى الدين دا بعدين،


او لا نشتري المنتج علشان مش معانا فلوس دلوقتى ومش عايزين نستلف، بس نمنى نفسنا ان شاء الله اول لما يبقى معانا فلوس قريبا او فى المستقبل اكيد هانشتري هذا المنتج او الخدمة.



وهنا يجي التأثير السلبى الأهم من وجه نظري، الإعلانات بتقلب انها وسيلة تنكد عليك عيشتك وتخليك مش مبسوط، هى دائما بتفكرك بما لا تملكه، أو ان اللى معاك مش كافي، فتدخل فى مرحلة خطيرة اسمها 
"السعادة المؤجلة"


تبدأ تخاطب نفسك، انا دلوقتى مش مبسوط بالعربية اللى معايا واكيد هابقى مبسوط جدا لما يبقى عندي العربية الفلانية، اللى ان شاء الله هاقدر اجيبها لما اغير شغلى او مرتبى يزيد او اكيد فى يوم من الأيام هابقى غني واجيب الحاجات اللى نفسى فيها،

بس انا دلوقتى سعادتي مش كاملة ، ناقصها شوية حاجات

ناقصها انى اغير الحي اللى ساكن فيه واعيش فى الكومباوند اللى مليان خضرا واماكن ترفيه وامن،
ناقصها البس بشكل معين، واجيب لاب توب بمواصفات وماركة بعينها.
ناقصها انى ادخل ولادي المدرسة الفلانية

وممكن تبدأ تنعي حظك وظروفك، تنعي حظك ان والدك او زوجك مش غني بشكل كافى علشان يوفر لك اسباب السعادة، او تنعي حظك ان وظيفتك وتخصصك لا يدر عليك المال الكافى حتى تستطيع شراء مسببات السعادة التى تراها بشكل يومى فى الإعلانات.

من الأخر حياتك هتتحول لحلقة لا نهائية من السعي والتمني لشراء خدمات ومنتجات احسن.

طيب كيف نتعامل مع الإعلانات؟

نتناقش فى التدوينة القادمة

الخميس، 14 يناير 2016

يعنى ايه Minimalism ؟

الكلمة بشكل اساسى كانت بتستخدم لوصف مدرسة فى الفنون والرسم والموسيقى تمتاز بالبساطه والتجريد،
لكن مش دي المساحة التي سأركز عليها.


ال Minimalism المقصودة هى طريقة حياة، نمط  معيشة يعتمد على الحياة بشكل بسيط، العيش بالحد الأدني، التخفف من الممتلكات، التقليل من اقتناء الأشياء.


ال Minimalism بتقول ان السعادة مش مرتبطة بتملك الأشياء والشراء والإستهلاك، بل بالعكس ممكن الحاجات دي تكون سبب لتعاستك وتعقيد حياتك.


ال Minimalism بتحرر الإنسان، بتحررك من الديون، من القيود، من العيش حسب توقعات الناس منك وليس حسب اولوياتك ورغباتك، بتحررك من القلق المستمر من الوضع الحالى او المستقبلى، التحرر من الفوضي.


بتخليك تستمتع باللحظه الحالية، تستمتع بالطبيعه، تستمتع بالحياة على بساطتها.


ال Minimalism بتخلصك من التوتر والضغط اللى مسيطر على حياتك.


فى تعريفات كثير لل Minimalism
المفضل عندي

“التخلص من الحاجات اللى مش مهمة فى حياتك، علشان تلاقى مساحة للحاجات المهمة فى حياتك”


ال Minimalism بتقول اننا لاخمين حياتنا بحاجات كثير اوي ممكن نتخلص منها، الحاجات دي بتقيدنا وتعمل لنا تشويش وبتضيع وقتنا وتركيزنا.


ال Minimalism بتقولك فكر كويس قبل ما تشتري أي حاجه، بعد السعادة اللحظية بشراء الحاجة والشعور بالفخر بها امام الناس، الحاجة دي بتحولك موظف او عبد عندها، لازم تحافظ عليها، توفر لها مكان تخزين، تعمل لها صيانة، تدفع اقساطها لو انت شاريها بالفيزا او بالقسط، تنظفها وترتب مكانها.


هل لازم علشان نعيش مبسوطين يبقى عندنا كل اللبس دا  او شقة بالحجم دا او عربية بالشكل الفلانى او خروجة بالنوعية دي او موبايل من نوع معين؟


فى حاجات كثير بنعتبرها مسلمات فى حياتنا، مش هينفع نعيش من غير وجودها، بنتخيل ان وجودها بيوفر لينا الأمان، الحاجات دي محتاجه تتراجع ونشوف أثرها على حياتنا.
-----

طيب لما نتخلص من الحاجات دي، هنعمل اي بقى ؟ ايه الحاجات المهمة فى حياتنا ؟

دي حاجة هتكتشفها مع الوقت لما تدي لنفسك فرصة وصفاء ذهنى بدون التشويش المستمر،

فى حاجات كثير مهمة جدا فى حياتنا بس مش عارفين نديها وقت وتركيز او حتي مش عارفين نكتشفها او نسمع صوتها.

زي صحتنا مثلا، اغلب البشر عايزين يخسوا ويلعبوا رياضة ويأكلوا أكل صحى لكن اغلبنا مش بيتحرك تجاه دا،

حاجه تعتبر من أولي الأولويات لكن مش بنديها اي وقت او جهد او تركيز، ممكن نتخيل اننا مش بنعمل كدا علشان ضعف ارادة ودا سبب فعلا،

 لكن فى سبب اخر اننا مستهلكين تماما فى نمط حياة مش مدينا فرصة نعمل أي حاجه ثانيه، لازم نشتغل كثير علشان نجيب فلوس كثير نشتري بيها حاجات كثير ولازم نفضل فى الدوامة دي على طول لحد ما حاجة من اولوياتنا اللى ناسينها توقفنا، زي أزمة صحية مثلا أو رحيل حبيب.


من ضمن أولويات ناس كثير ومهملة هى علاقتنا، أسرتنا وأولادنا واقاربنا وأصحابنا،


غير الصحة وعلاقتنا، فى هوايتنا والحاجات اللى بنحب نعملها وبنستمتع بيها، كل دي حاجات بتنقرض وسط نمط الحياة الإستهلاكي اللى عايشين فيه القائم على ان السعادة هى الشراء والتسوق وامتلاك حاجات اكثر، بيت اكبر وعربية احسن ولبس اغلي وفسح اكثر فخامه..الخ


ال Minimalism عايزه تعكس الدائرة دي، انك تبدأ تتخلص من اغلب ممتلكاتك وتعيش خفيف خفيف وتبطل تكدس أشياء جديده، مع الوقت هتلاقى مساحة تهتم بالحاجات اللى بتتنسي زي صحتك وعلاقاتك وهوايتك.


احنا اغلب حياتنا رايحة على شغل مرهق ورخم وثقيل علينا وبيخلينا مش عارفين نهتم بالحاجات اللى بنحبها، طيب هو احنا بنفضل فى الشغل دا ليه ، علشان نجيب فلوس، والفلوس بنعمل بيها ايه، بندفعها قسط على شقة اكبر فى مكان احسن، وعربية او عربيتين، ومدارس غاليه ومصيف ولبس وادوات كهربائية ....الخ


هل ممكن نوصل فى يوم من الأيام ان مصاريفنا تبقى اقل، وبالتالى ممكن نقبل شغل وقته احسن بمرتب أقل، وبالتالى يتاح لنا وقت أكثر للحاجات المهمة فى حياتنا، أو حتى نفضل فى شغلنا بس نبقى قادرين على التقاعد بدري او نفضل فيه بس عندنا مساحة وقت وتركيز نعمل اللى بنحبه.
-----

جرب وادي نفسك فرصة، هى حياة واحدة بنعيشها.




بسم الله نبدأ

والله زمان وبعودة

عودة للمدونات

أول مدونة عملتها من 2008 يعنى من 8  سنين بالضبط وفضلت اكتب عليها لحد 2010  وبعدين انقطعت عنها مع الهجرة الجماعية من المدونات لشبكات التواصل الإجتماعي وعلى رأسهم الفيس بوك


العودة للمدونات جاي فى اطار تغيير فى اولوياتى وتعاملي مع الأمور،


من ساعة ما بدأت اقرأ عن minimalism وانا قفلت بالتدريج من الفيس بوك واخواته، مكان زحمة ومليىء بفيض من الإشعارات والأخبار والتشويش والحاجات الكثير اللى ملهاش لازمة، مكان اشبه بالشارع الزحمة اللى كله بيجري فيه بسرعه علشان يلحق حاجه مش معروفة، بس لازم كلنا نجري وخلاص.


الإهتمام بموضوع ال minimalism خلانى ابحر فى مدونات كثير، كنت فاكر ان المدونات شىء اندثر، بس لقيت مدونات كثير اجنبيه شغالة بقوة وتحدث بشكل مستمر وفى مئات الالاف بيتابعوها ويتفاعلوا معاها.


قبل ما ادخل على مدونات ال minimalism الأجنبية، خدت لفة على المدونات العربية عن نفس الموضوع، لقيت كذا واحدة بس اغلبهم مش فعال، اشتغلوا سنة او اثنين ووقفوا، مش عارف هل علشان الموضوع له اخر وبعدين مش بيبقى فيه جديد، هيبان مع الوقت.


أنا حابب اثري المحتوي العربى عن هذا الموضوع بس قلقان من نفسى، علشان دائما باتحمس لشىء بقوة وبافقد حماسى له بنفس القوة والسرعة أيضا.

-----

وانا بابدأ هذه المدونة اخدت لفت سريعه فى مدونتي القديمة، استرجاع افكارك القديمة واهتمامتك وحتى طريقة تعريفك بنفسك له طعم مختلف، غالبا بتستغرب انت ازاي كنت كدا وممكن تضحك، انا ليه كنت مهتم بالحاجات دي اصلا,
بس جميل ان يكون الواحد عنده ارشيف يعرف يرجع له ويشوف هو كان فين قبل كدا،


ودي ميزه فى المدونات مش موجوده فى الفيس بوك بنسبة كبيرة، الفيس بوك صعب ترجع لبوست قديم وهتلاقى البوست وسط فيضان من الشير والصور والتهاني ...الخ

----


الكتابة بالنسبة لى علاج، فرصة لإلتقاط الأنفاس، خلوة هادئة مع النفس، حاجه بحبها، لما باكتب حاجه واخلص باحس انى احسن


----

اسم المدونة بند فضل معطلنى كثير، عايز اجيب ترجمة لكلمة minimalism تكون معبرة وسهلة للإستخدام وممكن نطلع منها مشتقات بس فشلت او ملقتش حاجه مناسبة ، فقلت خلاص نستخدم الكلمة زي ما هي وممكن كمان اكتبها بحروف عربى " مينامالزم"


واهل اللغة العربية يسامحونا بقى على جريمتنا.


----

شكل المدونة، اول مدونة انجليزي عن الموضوع قعدت اقرأها كلها وكانت الأكثر فائدة بالنسبة لى كانت مطبقة ال minimalism فى شكل المدونة ، المدونة سادة خالص - ابيض واسود - بلا اي اللوان اخري ، او اعلانات او خصائص كثير



فقط كلمات سوداء فى شاشة بيضاء، كانت مريحة جدا لعينى - و بعد ما خلصت قراءه فيها ، بقيت لما ادخل على اي موقع ثانى بانزعج من الزحمة ، اعلانات والوان وحاجات كثير اوي ومئة حاجه تشتت انتباهك تخليك متكملش اللى انت بتعمله.

البساطة أحلي.


----
اية بقى ال minimalism ، نلتقى بعد الفاصل