ال Minimalism تعنى ان نقلل استهلاكنا لحده الأدني، وعلشان نوصل لكدا،
محتاجين نفكر احنا ليه بنتسهلك كثير، وممكن نشتري حاجات مش عايزنها بشكل ضروري، او
نضطر نستلف من الفيزا علشان نجيبها.
هناك عدة عوامل تدفعنا
نحو مزيدا من الإستهلاك، منها الضغط المجتمعي، علشان لو معملتش كدا سنظهر فى مستوي اجتماعي اقل من الأخرين او ان دا
"سلو بلدنا"، فى سبب نفسى ان الشراء هيحقق لى متعه وسعادة.
هناك سبب اخر بيدفعنا
نحو مزيدا من الشراء، هو اننا مش عارفين نعمل حاجه فى وقتنا غير كدا، يعنى لو بطلت
اروح المول والهايبر واكل بره، امال هاعمل في يومى ووقت فراغي ؟!
وفى سبب كمان مهم
ورئيسي وهو الإعلانات.
فكر كدا انت بتتعرض
لكام اعلان فى اليوم الواحد
أول لما تصحي وتمسك
الموبايل تعمل جولة على السوشال ميديا، هتشوف اعلانات ظاهره ليك على الفيس بوك
والتويتر والإنستجرام،
ركبت العربية او
المواصلات والراديو شغال، هتلاقى اعلانات بين الفقرة والثانيه وممكن اسم برنامج
الراديو نفسه يكون اسم منتج بيتم الترويج له،
وانت ماشى بعربيتك
هتلاقى يفط فى كل حته بتدعوك لشراء المنتج دا،
وصلت شغلك وفتحت ايميلك
، ممكن تلاقى اعلانات جايالك على الإيميل،
بدأت تتابع الأخبار
وتتصفح كام موقع هتلاقى اعلانات بتنط لك من كل حته فى الموقع،
ممكن وانت قاعد تلاقى
جايلك كام رسالة محمول بتدعوك للإشتراك فى خدمة معينة او شراء سلعة،
خلصت وروحت بيتك وفتحت
التلفزيون تتفرج على فيلم او برنامج او حتى روحت السينما، هتلاقى اعلانات كثير فى
النص هتكرهك فى الفرجة وسنينها،
فقررت تسيب التلفزيون
وتفتح الجرنال، برضوا الإعلانات مش هتسيبك
وهتلاقى صفحات كاملة عن احلى كومباند واجمل عربية واحسن شاليه فى الساحل،
اتخنقت وهتتفرج علي
ماتش الفاينال فى الأمم الأوروبية، هتلاقى الإعلانات ورا الاعبيه وعلى التيشرت وعلى
كل فتفوته فى الشاشة والملعب،
لو قررت تتطفش خالص
وتسيب البلد وتركب أول طائرة، هتلاقى برشور اعلانى فى الكرسي اللى قدامك وهتلاقى
المضيفين بيعدوا جنبك بشوية منتجات والطيار بيكلمك فى المايك بيقولك احنا بنبيع
برفانات وحاجات جميلة.
كل اللى فات دي
الإعلانات الصريحة الواضحة، فى اعلانات ثانيه مستخبية بتتسلل ليك،
الشركات خلتنا اعلانات
متحركة ليها، يعنى وانت لابس حذاء من ماركة معينة واللوجو منور عليه أو لابسه شنطة
من المحل الجامد والعلامة المعدنية للبراند واخده اغلب مساحة الشنطة، أو انت طول
اليوم بتلف بالعربية اللى عليها لوجو واسم الموديل فالأخرين يشوفوها.
نيجي للأرقام، وعلشان
منطقتنا العربية جانب الإحصائيات بعافية شوية فهننقل أرقام بلاد بره
جريدة الجارديان عملت
تجربة وخلت واحد ينزل يتمشى ويلف فى لندن لمده ساعة ونصف، فى هذه الفترة شاف حوالى
250 اعلان.
اكثر رقم دارج ان
الإنسان الأمريكى فى المتوسط بيتعرض ل 5000 اعلان فى اليوم، بعض الناس شايفينه رقم
مبالغ فيه وان المتوسط من 300 الى 700 اعلان
فى النهاية احنا بنتعرض
لطيف رهيب من الإعلانات بشكل يومي.
صناعة الإعلانات بتتوحش
وسيطرت على الإعلام بشكل كامل وبقى علم وقسم هام ورئيسى فى اغلب الشركات، قوافل من
الناس هدفها ازاي تقنعك انك محتاج تشتري هذا المنتج او هذه الخدمة وان حياتك لن
تستقيم بدون ما تاخد قرار الشراء.
احنا بقى رد فعلنا ايه
تجاه هذه الإعلانات؟
اما نستجيب لها ونشتري المنتج او
الخدمة اللى سعادتنا لن تكتمل الا باقتناءه، وممكن نعمل دا من فلوسنا، او نستلف من
البنك او من حد علشان نجيب المنتج دا، علشان اكيد حياتنا هتبقى جحيم من غيره،
ونبقى نشوف هنتصرف ازاي فى الدين دا بعدين،
او لا نشتري المنتج
علشان مش معانا فلوس دلوقتى ومش عايزين نستلف، بس نمنى نفسنا ان شاء الله اول لما
يبقى معانا فلوس قريبا او فى المستقبل اكيد هانشتري هذا المنتج او الخدمة.
وهنا يجي التأثير
السلبى الأهم من وجه نظري، الإعلانات بتقلب انها وسيلة تنكد عليك عيشتك وتخليك مش
مبسوط، هى دائما بتفكرك بما لا تملكه، أو ان اللى معاك مش كافي، فتدخل فى مرحلة
خطيرة اسمها
"السعادة المؤجلة"
تبدأ تخاطب نفسك، انا
دلوقتى مش مبسوط بالعربية اللى معايا واكيد هابقى مبسوط جدا لما يبقى عندي العربية
الفلانية، اللى ان شاء الله هاقدر اجيبها لما اغير شغلى او مرتبى يزيد او اكيد فى
يوم من الأيام هابقى غني واجيب الحاجات اللى نفسى فيها،
بس انا دلوقتى سعادتي
مش كاملة ، ناقصها شوية حاجات
ناقصها انى اغير الحي
اللى ساكن فيه واعيش فى الكومباوند اللى مليان خضرا واماكن ترفيه وامن،
ناقصها البس بشكل معين،
واجيب لاب توب بمواصفات وماركة بعينها.
ناقصها انى ادخل ولادي
المدرسة الفلانية
وممكن تبدأ تنعي حظك
وظروفك، تنعي حظك ان والدك او زوجك مش غني بشكل كافى علشان يوفر لك اسباب السعادة،
او تنعي حظك ان وظيفتك وتخصصك لا يدر عليك المال الكافى حتى تستطيع شراء مسببات
السعادة التى تراها بشكل يومى فى الإعلانات.
من الأخر حياتك هتتحول
لحلقة لا نهائية من السعي والتمني لشراء خدمات ومنتجات احسن.
طيب كيف نتعامل مع الإعلانات؟
نتناقش فى التدوينة القادمة