الأربعاء، 23 مارس 2016

كيف يمكننا اتباع أسلوب حياة يخلصنا من هوس التسوق وحب الامتلاك ؟


شرفت اليوم بالمشاركة فى حلقة تتحدث عن موضوع ال Minimalism على قناة الجزيرة مباشر عبر السكايب، بالمشاركة مع الزميلة هبة عمرو.
سعيد بأول اهتمام إعلامى عن هذا الأمر واتمنى ان تكبر كرة الثلج وتأخذ زخم اكبر.


رابط الحلقة:


الأحد، 6 مارس 2016

الثمن الحقيقي لما نشتريه


ايه رأيك تجرب تقيم سعر اي حاجه بتشتريها بوحدة ثانيه غير وحده النقود، بدل ما نقول العربية ثمنها 100 ألف جنية تعالى نحسبها بطريقة ثانية.


ناخد مثال واحد مرتبه 7 الاف جنيه فى الشهر، لو حسبنا كدا دخله فى الساعه هيطلع حوالى 40 جنيه (افتراض اجازه جمعة وسبت وشغل 8 ساعات فى اليوم)


بس الحسبه دي مش معبرة اوي، علشان الشغل بيتطلب شوية مصاريف مش هتدفعها لو قعدت فى البيت.
يعنى بتدفع مواصلات او بنزين وانت رايح وانت جاي كل يوم زائد استهلاك العربية، هتحتاج تلبس بشكل معين، شوية اجتماعيات، احيانا كثير اكل بره علشان انت طول اليوم بره، زائد تليفونات.


كل دي مصاريف دورية فورية، ممكن نضيف عليها مصاريف صحتك اللى غالبا بتتأكل وانت قاعد 8 ساعات على مكتب قدام الكمبيوتر والالام الضهر بتهجم عليك، ومش لاقى وقت تلعب رياضة او تحافظ على صحتك، او الضغط النفسى Stress  المستمر القادم من العمل اللى بيترجم فى ضغط وسكر ...الخ.


لو حطينا للبنود دى كلها مثلا 750 جنيه ودا افتراض محافظ جدا، يبقى المرتب نزل 6250 جنية، بس مش هنقسم على 8 ساعات، علشان فيه وقت انت بتروح فيه الشغل وبترجع – وقت المواصلات مع زحمة البلد – هنضيف ساعتين كل يوم على الشغل.

هنلاقى ان متوسط دخلك بالساعة نزل من 40 جنية الى 28 جنية.
يبقى انت كل ساعة بتقضيها فى الشغل هيجيلك منها عائد 28 جنية.


نيجى بقى نحسب تكلفة شراء الحاجات اللى نفسك فيها. هتجيب عربية مش غالية على قدها ب 100 الف جنية،
علشان تجيب العربية دي معناها انك محتاج تشتغل 3600 تقريبا علشان تجيبها، 

يعني سنة وكذا شهر هيروحوا من عمرك علشان العربية، لو هنضيف باقى مصاريف العربية من صيانة  وبنزين ..الخ هتلاقى الرقم دا قفز جامد وممكن تبقى سنتين كاملين رايحين من عمرك للعربية، طيب لو هتغير عربيتك كل 5 سنين، يبقى انت بتشتغل 5 سنين رايح منهم سنتين للعربية.


يعنى جزء كبير من حياتك بقى مسخر علشان خاطر العربية وخد بالك ان العربية استخدمها الرئيسي علشان تروح وتيجى بيها من الشغل، يعنى تقريبا انت عايش حياتك علشان تجيب فلوس تصرف بيها على شغلك.




ممكن تحسب نفس الحسبة دي على اي حاجه، مثلا هتشتري سمارت فون ثمنة 2500 جنية، دا يساوي 90 ساعة شغل منك،

السمارت فون دا هيتحط عليه شوية مصاريف زي جراب وشاحن هيبوظ واضافه خدمه بيانات عليه وصيانة لما يبوظ، ممكن الرقم يقفز الى 150 ساعة عمل، يعنى نص شهر من حياتك راح للبند دا، ممكن تحتاج تغيره كل سنتين، ولو ضيفنا موبايلات باقى العائلة، مراتك وولادك، ممكن تلاقى ان شهر كل سنتين من حياتك رايح للموبايلات.


جرب طبق كل دا على اي حاجه فى حياتك، وانت نازل تشتري لبس او اكل او اي حاجه، بلاش تحسبها بفلوس بس، احسبها بعدد ساعات عمرك وشغلك، الاب توب اللى نفسك فيك مش ب 3000 جنية ، دا ب 110 ساعه شغل،

واغلب قاطنى كوكب الأرض مش سعداء فى شغلهم وبينزلوا كل يوم وهما مضروبين ومش طايقين نفسهم،


لما تفضل تحسب كل حاجه بتشتريها بالطريقة دى،
هتلاقى حياتك راحت فى بنود كثير، الإنسان حياته الوظيفة بتكون تقريبا 45 سنة ، يتخرج 21 سنة ويطلع معاش 65 سنة.

تخيل فى نهاية حياتك تنظر كدا للخلف تلاقى اللى 45 سنة الوظيفة راحوا

سنتين على الموبايلات
5 سنين على الشقة
5 سنين على عربيات
3 سنين لبس
4 سنين مصيف
 سنة على النسكافية من ستاربكس
سنتين اكل بره ....الخ.

****
طيب ايه الهدف لما احسب كل حاجه باشتريها بعدد ساعات عمري وشغلي مش بقيمتها المادية؟
اكيد هنحتاج شقة نسكن فيها ووسيلة مواصلات نتنقل فيها وهنحتاج نأكل ونشرب ونتكلم فى التليفون ....الخ


الهدف من الحسبة دي انك تقيم كل حاجه بتشتريها صح،
مثلا انت عايز عربية تتنقل بيها، ممكن تكون الإختيارات قدامك عربية جميلة وقوية ومليانه مميزات ب 150 الف جنية، او عربية اقل شوية ب 100 الف او عربية مستعملة ب 75 الف جنية.


غالبا وانت بتاخد قرار الشراء هيبقى فى ذهنك عوامل كثير غير ساعات عمرك اللى هتقضيها علشان تشتري العربية،


هتفكر فى لحظات السعادة وانت راكب العربية الجديده و زجاج الكهرباء وريحة الجلد الجديده والهورس باور الجامد وانت بتحرق ونظرات الناس وهى شايفاك راكب العربية الجديده ومباركتهم، فتروح دائما للإختيار الأغلي والأحسن،


لكن لو فكرت ان الفرق بين العربية الجديده الأغلي والأرخص هو انك هتضطر تشتغل 1800 ساعة زيادة (لو افترضنا فرق السعر 50 الف جنية)


هل الفرق فى قوة الموتور او الأوبشنز والمتعة المؤقتة اللى هتجنيها فى بداية شرائك العربية او شىء جديد واللى بتزول بسرعة، تساوي انك تفضل تشتغل كذا شهر زيادة وتستحمل سخافات مديرك او الزبائن او زحمه الطريق كل يوم ؟!


انت ممكن تشتري حياتك ووقتك بدل ما تشتري سلع وخدمات كثير ممكن تتنازل عنها او تجيبها بامكانيات اقل او مستعمله،
اشتري حياتك، بدل ما تشتري حاجه هتخليك تشتغل 100 ساعة زياده، قول انا مش هاشتريها وهاوفر 100 ساعه من حياتى علشان اقضيهم فى حاجه انا باحبها،


هاقضى وقتى بمزاجي انا مش بمزاج الشغل، هاريح او اقرأ او العب رياضة او اتمشى او اقضى وقت اكثر مع الناس اللى بحبها او هاتعلم حاجه مكنتش لاقى ليها وقت او حتى هاشتغل فى حاجه بحبها على مزاجي مش غصب عني،


ممكن تشتري شقة اصغر وتوفر سنتين من حياتك،

ممكن تجيب عربية أقل وتوفر سنة من حياتك،

ممكن تعمل نسكافية لنفسك فى البيت بدل ما تجيبه من بره وتوفر شهر من حياتك،

اشتري حياتك.



الأحد، 7 فبراير 2016

تجربة شهر بلا تلفزيون – 10 فوائد




اتفقت مع مراتى مع بداية السنة الجديدة 2016 هنتخلص من التلفزيون ونبقى أسرة بلا

 شاشة. وبعد مرور حوالى 5 اسابيع عملنا تقييم سريع للتجربة وهذا ما وصلنا له:



1-   الأولاد نومهم بقى اسهل واكثر استقرارا، مش عارف ايه العلاقه، بس المعركة اليومية لنوم الأطفال بقيت اخف.
"سلمان" ابنى كان بيخاف بليل ومش بيرضى ينام فى اوضته ويقعد يعيط علشان كان بيقعد يتخيل حاجات من الكارتون بتنزل له "فضائيين وكواكب" علي حسب تعبيره.


2-   علاقة الأطفال ببعضهم البعض بقيت احسن بكثير، واقرب لبعض، الأول كان "سلمان" بيحب التلفزيون وممكن يتفرج عليه بالساعات،و"سيرين"  بنتي مش بتحب القعدة قدام التلفزيون، فكانت بتفضل زهقانة وبتزن وترخم على كل البيت، دلوقتى بيقعدوا يخترعوا لعب بينهم وبين بعض طول اليوم، اختراع وسائل ترفيه ولعب لنفسهم بيخليهم اكثر ابتكارا واكثر اجتماعية.


3-   الأولاد بقوا اكثر هدوءا، العفرطة والعنف قلت كثير، اكيد لما يبطل يتفرج على الكارتون الغريب زي "جامبل" هيبقى الطف بكثير، واغلب الكارتون فيه مشاهد عنف وقيم غير مناسبة للأطفال.
بالإضافة لان تركيزهم بقى اعلى فى المدرسة المنزلية والنشاطات التعليمية.


4-   "سلمان" ابنى اصبح اقل ارتباطا بالشخصيات الكرتونية، فى فترة
    كان  Ben 10 هو شخصيته المفضلة وعايز يشتري لبسه ولعبه عليهم بن تن، بعد كدا قلب على طرزان، كان مجنون طرزان ويقعد يتفرج عليه طول اليوم ولما يوقف يقعد يتخيل انه طرزان وماشى فى البيت يعمل لنا صيحة الغابة بتاعته، دلوقتى نسى كل الشخصيات دي. معرفش تربويا دا تقييمه ايه، بس انا باكره ارتباط الأطفال المبالغ فيه بأي شخصية كرتونية او حتى رياضية زي ميسي.


5-    التخلص من خناقات كثير كانت بتحدث حول التلفزيون
التخلص  من العبء اليومي فى البحث عن  ريموت التلفزيون والدش والبحث عنه تحت الكنبة وفى الثلاجة، المصاحب له الزعيق للأولاد.

و التخلص من الخناقة اليومية على اولويات المشاهدة، انا عايز اجيب فيلم او 
اخبار وسلمان عايز يجيب كارتون نتوورك او براعم، الخناقة ممكن تقلب 
لزعيق وعياط وقفش.

مراتى توقف عندها الشعور الدائم بالذنب والتوتر من قاعدة الولاد قدام التلفزيون، لو هى بتعمل اي حاجه فى البيت والولاد قاعدين يتفرجوا، كانت بتضايق وتبدأ خناقه يوميه متكرره انه يقومواـ طيب اخر حلقه، اخر فيديو، اخر 10 دقائق.



6-    العائلة كلها مبقتش تشوف اعلانات، تخلصنا من هذا العبء النفسي والرسالة التى تتكرر مئة الف مرة لحد ما تكرهك فى نفسك انك لازم تشتري الأكلة الفلانية او تشرب بيبسي او تشترك فى الباقة الرهيبة. بقينا اقل استهلاكا.
غير كدا التلفزيون بيعيشك فى عالم افتراضى، تعيش مع شخصيات المسلسل او الفيلم او البرنامج اللى هو مش حقيقى ومش واقعي، وتبدأ تتخيل نفسك مكانه او تفكر انا ليه مش زيهم، ليه مش عايش فى بيت وهمي زي اللى بيطلع فى كل المسلسلات او راكب العربية او بازور الأماكن دي...الخ

7-   علاقتنا كأسرة واحدة اتحسنت كثيرا، بدل ما كنت ممكن اتغدي قدام التلفزيون، بقينا بنتجمع سوا على طرابيزة السفرة، ولمه العائلة على الأكل يوميا اكثر وسيلة بتزود الإرتباط والتفاهم والألفة. بدل ما احنا متجمعين نتفرج على حاجه، بنتجمع نتكلم ونهزر ونتناقش.


8-   التلفزيون فى الأغلب وسيلة للهروب، الهروب من ضغوط الحياة، من قرار مؤجل، من مشكلة، لما تخلص نفسك من وسائل الهروب زي التلفزيون او الهاتف الذكي، هتلاقى نفسك بتواجه او بتفكر فى حاجه اكثر افادة لتفريغ التوتر والضغط العصبي زي القراءة او تقوم تعمل شغل فى البيت او تنزل تتمشي او تلعب رياضة،

المشكلة ان التلفزيون احيانا بيؤدي الى مزيد من التوتر، مشاهدة اخبار العالم والإنشغال المبالغ فيه بما هو خارج سيطرتك وقدرتك على الفعل، اخبار البترول والحروب والإقتصاد والصراعات، وتوتر التقليب رايح جاي بين القنوات عشر مرات وانت مش عارف تتفرج على ايه.


9-   بقينا بنفكر فى وسائل ترفيه مختلفة، لما بنزهق كأسرة، بقينا ممكن نتجمع ونلعب سوا كوتشينة او شطرنج اودومنو او اي لعبه نشترك فيها كلنا او ننزل كلنا كأسرة نتمشى فى الهوا. دور الشطرنج اليومي بينى وبين سلمان ابني بقى طقس ثابت يومى لما ارجع من الشغل.التلفزيون وسيلة ترفيه سلبيه، انت قاعد متلقى بس بلا اي تفاعل مع اي طرف.

10- التخلص من التلفزيون وتبعاته فيه تخلص من عبء مادي كبير، مش محتاج تشتري تلفزيون فى غرفه المعيشة وتلفزيون فى اوضة النوم بتاعتك وتلفزيون فى اوضه الأولاد علشان يلعبوا عليه بلاي سيتشن – اسر كثيرعندهم كذا تلفزيون فى البيت – زائد تلفزيون فى المصيف كمان.

ومش محتاج كل شوية تشتري ريموت بدل اللى بيبوظ وتغير البطاريات وتجيب دش وكذا ريسيفروطرابيزات او قعدات تثبيت ، وكمان تشترك فى باقة رياضية ليك، وباقة ديزني للأولاد وباقة OSN  للمدام. زائد كل كام سنة تتطور نفسك وتواكب العصر وتغير التلفزيون من عادي الى LCD  او بلازما ثم سمارت HD  ولازم تزود عدد البوصات طبعا كل فترة والا هتبقى متأخر عن باقى البشرية.
جرب احسب تكاليف هذا البند دا فى حياتك على فترة زمنية 10 سنين ، هتلاقى 

ثروة.


أخيرا


طبعا بيجيى وقت وبنزهق وبنبقى عايزين نقعد كدا ببلاهه نتفرج على اي حاجه، 
بنعمل دا على الاب توب، قرار التخلص من التلفزيون مش قرار نهائى مصيري، 

ممكن نفكر نرجع له ثانى، بس حتى لو حصل هيبقى بعد ادراك وسيطرة وعلاقة 
أكثر احكاما لكن الى الأن احنا سعداء ومكملين.

وعلشان الصورة تبقى كامله، سلمان الى الأن عنده حنين كبير لقنواته المحببه زي 
البراعم ولما بنروح نزور حد بيبقى اختياره الأول انه يتفرج على التلفزيون عندهم، 
بس حتى لو كدا يبقى قللنا المشاهدة لحدها الأدنى وتبقى فى المناسبات.


جرب حياتك بلا تلفزيون ولو لشهر واحد وشوف النتيجة، صدقنى مش هيفوتك 
حاجة على الشاشة، بس هيفوتك حاجات كثير فى حياتك.


الجمعة، 22 يناير 2016

الإعلانات - هي العدو فاحذرها



ال Minimalism  تعنى ان نقلل استهلاكنا لحده الأدني، وعلشان نوصل لكدا، محتاجين نفكر احنا ليه بنتسهلك كثير، وممكن نشتري حاجات مش عايزنها بشكل ضروري، او نضطر نستلف من الفيزا علشان نجيبها.

هناك عدة عوامل تدفعنا نحو مزيدا من الإستهلاك، منها الضغط المجتمعي، علشان لو معملتش كدا سنظهر  فى مستوي اجتماعي اقل من الأخرين او ان دا "سلو بلدنا"، فى سبب نفسى ان الشراء هيحقق لى متعه وسعادة.


هناك سبب اخر بيدفعنا نحو مزيدا من الشراء، هو اننا مش عارفين نعمل حاجه فى وقتنا غير كدا، يعنى لو بطلت اروح المول والهايبر واكل بره، امال هاعمل في يومى ووقت فراغي ؟!
وفى سبب كمان مهم ورئيسي وهو الإعلانات.


فكر كدا انت بتتعرض لكام اعلان فى اليوم الواحد


أول لما تصحي وتمسك الموبايل تعمل جولة على السوشال ميديا، هتشوف اعلانات ظاهره ليك على الفيس بوك والتويتر والإنستجرام،


ركبت العربية او المواصلات والراديو شغال، هتلاقى اعلانات بين الفقرة والثانيه وممكن اسم برنامج الراديو نفسه يكون اسم منتج بيتم الترويج له،


وانت ماشى بعربيتك هتلاقى يفط فى كل حته بتدعوك لشراء المنتج دا،


وصلت شغلك وفتحت ايميلك ، ممكن تلاقى اعلانات جايالك على الإيميل،


بدأت تتابع الأخبار وتتصفح كام موقع هتلاقى اعلانات بتنط لك من كل حته فى الموقع،


ممكن وانت قاعد تلاقى جايلك كام رسالة محمول بتدعوك للإشتراك فى خدمة معينة او شراء سلعة،


خلصت وروحت بيتك وفتحت التلفزيون تتفرج على فيلم او برنامج او حتى روحت السينما، هتلاقى اعلانات كثير فى النص هتكرهك فى الفرجة وسنينها،


فقررت تسيب التلفزيون وتفتح الجرنال،  برضوا الإعلانات مش هتسيبك وهتلاقى صفحات كاملة عن احلى كومباند واجمل عربية واحسن شاليه فى الساحل،


اتخنقت وهتتفرج علي ماتش الفاينال فى الأمم الأوروبية، هتلاقى الإعلانات ورا الاعبيه وعلى التيشرت وعلى كل فتفوته فى الشاشة والملعب،


لو قررت تتطفش خالص وتسيب البلد وتركب أول طائرة، هتلاقى برشور اعلانى فى الكرسي اللى قدامك وهتلاقى المضيفين بيعدوا جنبك بشوية منتجات والطيار بيكلمك فى المايك بيقولك احنا بنبيع برفانات وحاجات جميلة.


كل اللى فات دي الإعلانات الصريحة الواضحة، فى اعلانات ثانيه مستخبية بتتسلل ليك،
الشركات خلتنا اعلانات متحركة ليها، يعنى وانت لابس حذاء من ماركة معينة واللوجو منور عليه أو لابسه شنطة من المحل الجامد والعلامة المعدنية للبراند واخده اغلب مساحة الشنطة، أو انت طول اليوم بتلف بالعربية اللى عليها لوجو واسم الموديل فالأخرين يشوفوها.



نيجي للأرقام، وعلشان منطقتنا العربية جانب الإحصائيات بعافية شوية فهننقل أرقام بلاد بره
جريدة الجارديان عملت تجربة وخلت واحد ينزل يتمشى ويلف فى لندن لمده ساعة ونصف، فى هذه الفترة شاف حوالى 250 اعلان.

اكثر رقم دارج ان الإنسان الأمريكى فى المتوسط بيتعرض ل 5000 اعلان فى اليوم، بعض الناس شايفينه رقم مبالغ فيه وان المتوسط من 300 الى 700 اعلان
فى النهاية احنا بنتعرض لطيف رهيب من الإعلانات بشكل يومي.


صناعة الإعلانات بتتوحش وسيطرت على الإعلام بشكل كامل وبقى علم وقسم هام ورئيسى فى اغلب الشركات، قوافل من الناس هدفها ازاي تقنعك انك محتاج تشتري هذا المنتج او هذه الخدمة وان حياتك لن تستقيم بدون ما تاخد قرار الشراء.



احنا بقى رد فعلنا ايه تجاه هذه الإعلانات؟


اما نستجيب لها  ونشتري المنتج او الخدمة اللى سعادتنا لن تكتمل الا باقتناءه، وممكن نعمل دا من فلوسنا، او نستلف من البنك او من حد علشان نجيب المنتج دا، علشان اكيد حياتنا هتبقى جحيم من غيره، ونبقى نشوف هنتصرف ازاي فى الدين دا بعدين،


او لا نشتري المنتج علشان مش معانا فلوس دلوقتى ومش عايزين نستلف، بس نمنى نفسنا ان شاء الله اول لما يبقى معانا فلوس قريبا او فى المستقبل اكيد هانشتري هذا المنتج او الخدمة.



وهنا يجي التأثير السلبى الأهم من وجه نظري، الإعلانات بتقلب انها وسيلة تنكد عليك عيشتك وتخليك مش مبسوط، هى دائما بتفكرك بما لا تملكه، أو ان اللى معاك مش كافي، فتدخل فى مرحلة خطيرة اسمها 
"السعادة المؤجلة"


تبدأ تخاطب نفسك، انا دلوقتى مش مبسوط بالعربية اللى معايا واكيد هابقى مبسوط جدا لما يبقى عندي العربية الفلانية، اللى ان شاء الله هاقدر اجيبها لما اغير شغلى او مرتبى يزيد او اكيد فى يوم من الأيام هابقى غني واجيب الحاجات اللى نفسى فيها،

بس انا دلوقتى سعادتي مش كاملة ، ناقصها شوية حاجات

ناقصها انى اغير الحي اللى ساكن فيه واعيش فى الكومباوند اللى مليان خضرا واماكن ترفيه وامن،
ناقصها البس بشكل معين، واجيب لاب توب بمواصفات وماركة بعينها.
ناقصها انى ادخل ولادي المدرسة الفلانية

وممكن تبدأ تنعي حظك وظروفك، تنعي حظك ان والدك او زوجك مش غني بشكل كافى علشان يوفر لك اسباب السعادة، او تنعي حظك ان وظيفتك وتخصصك لا يدر عليك المال الكافى حتى تستطيع شراء مسببات السعادة التى تراها بشكل يومى فى الإعلانات.

من الأخر حياتك هتتحول لحلقة لا نهائية من السعي والتمني لشراء خدمات ومنتجات احسن.

طيب كيف نتعامل مع الإعلانات؟

نتناقش فى التدوينة القادمة

الخميس، 14 يناير 2016

يعنى ايه Minimalism ؟

الكلمة بشكل اساسى كانت بتستخدم لوصف مدرسة فى الفنون والرسم والموسيقى تمتاز بالبساطه والتجريد،
لكن مش دي المساحة التي سأركز عليها.


ال Minimalism المقصودة هى طريقة حياة، نمط  معيشة يعتمد على الحياة بشكل بسيط، العيش بالحد الأدني، التخفف من الممتلكات، التقليل من اقتناء الأشياء.


ال Minimalism بتقول ان السعادة مش مرتبطة بتملك الأشياء والشراء والإستهلاك، بل بالعكس ممكن الحاجات دي تكون سبب لتعاستك وتعقيد حياتك.


ال Minimalism بتحرر الإنسان، بتحررك من الديون، من القيود، من العيش حسب توقعات الناس منك وليس حسب اولوياتك ورغباتك، بتحررك من القلق المستمر من الوضع الحالى او المستقبلى، التحرر من الفوضي.


بتخليك تستمتع باللحظه الحالية، تستمتع بالطبيعه، تستمتع بالحياة على بساطتها.


ال Minimalism بتخلصك من التوتر والضغط اللى مسيطر على حياتك.


فى تعريفات كثير لل Minimalism
المفضل عندي

“التخلص من الحاجات اللى مش مهمة فى حياتك، علشان تلاقى مساحة للحاجات المهمة فى حياتك”


ال Minimalism بتقول اننا لاخمين حياتنا بحاجات كثير اوي ممكن نتخلص منها، الحاجات دي بتقيدنا وتعمل لنا تشويش وبتضيع وقتنا وتركيزنا.


ال Minimalism بتقولك فكر كويس قبل ما تشتري أي حاجه، بعد السعادة اللحظية بشراء الحاجة والشعور بالفخر بها امام الناس، الحاجة دي بتحولك موظف او عبد عندها، لازم تحافظ عليها، توفر لها مكان تخزين، تعمل لها صيانة، تدفع اقساطها لو انت شاريها بالفيزا او بالقسط، تنظفها وترتب مكانها.


هل لازم علشان نعيش مبسوطين يبقى عندنا كل اللبس دا  او شقة بالحجم دا او عربية بالشكل الفلانى او خروجة بالنوعية دي او موبايل من نوع معين؟


فى حاجات كثير بنعتبرها مسلمات فى حياتنا، مش هينفع نعيش من غير وجودها، بنتخيل ان وجودها بيوفر لينا الأمان، الحاجات دي محتاجه تتراجع ونشوف أثرها على حياتنا.
-----

طيب لما نتخلص من الحاجات دي، هنعمل اي بقى ؟ ايه الحاجات المهمة فى حياتنا ؟

دي حاجة هتكتشفها مع الوقت لما تدي لنفسك فرصة وصفاء ذهنى بدون التشويش المستمر،

فى حاجات كثير مهمة جدا فى حياتنا بس مش عارفين نديها وقت وتركيز او حتي مش عارفين نكتشفها او نسمع صوتها.

زي صحتنا مثلا، اغلب البشر عايزين يخسوا ويلعبوا رياضة ويأكلوا أكل صحى لكن اغلبنا مش بيتحرك تجاه دا،

حاجه تعتبر من أولي الأولويات لكن مش بنديها اي وقت او جهد او تركيز، ممكن نتخيل اننا مش بنعمل كدا علشان ضعف ارادة ودا سبب فعلا،

 لكن فى سبب اخر اننا مستهلكين تماما فى نمط حياة مش مدينا فرصة نعمل أي حاجه ثانيه، لازم نشتغل كثير علشان نجيب فلوس كثير نشتري بيها حاجات كثير ولازم نفضل فى الدوامة دي على طول لحد ما حاجة من اولوياتنا اللى ناسينها توقفنا، زي أزمة صحية مثلا أو رحيل حبيب.


من ضمن أولويات ناس كثير ومهملة هى علاقتنا، أسرتنا وأولادنا واقاربنا وأصحابنا،


غير الصحة وعلاقتنا، فى هوايتنا والحاجات اللى بنحب نعملها وبنستمتع بيها، كل دي حاجات بتنقرض وسط نمط الحياة الإستهلاكي اللى عايشين فيه القائم على ان السعادة هى الشراء والتسوق وامتلاك حاجات اكثر، بيت اكبر وعربية احسن ولبس اغلي وفسح اكثر فخامه..الخ


ال Minimalism عايزه تعكس الدائرة دي، انك تبدأ تتخلص من اغلب ممتلكاتك وتعيش خفيف خفيف وتبطل تكدس أشياء جديده، مع الوقت هتلاقى مساحة تهتم بالحاجات اللى بتتنسي زي صحتك وعلاقاتك وهوايتك.


احنا اغلب حياتنا رايحة على شغل مرهق ورخم وثقيل علينا وبيخلينا مش عارفين نهتم بالحاجات اللى بنحبها، طيب هو احنا بنفضل فى الشغل دا ليه ، علشان نجيب فلوس، والفلوس بنعمل بيها ايه، بندفعها قسط على شقة اكبر فى مكان احسن، وعربية او عربيتين، ومدارس غاليه ومصيف ولبس وادوات كهربائية ....الخ


هل ممكن نوصل فى يوم من الأيام ان مصاريفنا تبقى اقل، وبالتالى ممكن نقبل شغل وقته احسن بمرتب أقل، وبالتالى يتاح لنا وقت أكثر للحاجات المهمة فى حياتنا، أو حتى نفضل فى شغلنا بس نبقى قادرين على التقاعد بدري او نفضل فيه بس عندنا مساحة وقت وتركيز نعمل اللى بنحبه.
-----

جرب وادي نفسك فرصة، هى حياة واحدة بنعيشها.